أخر الاخبار

اذا فاز ترامب ستقوم القيامة في امركيا..جميع العواصم بما فيها تركيا تترقب احداث استثنائية وغير مسبوقة في واشنطن

الانتخابات الامركية
صورة معبرة لامركيا التي تعيش على وقع الانتخابات

بالعربي: نشر في 05/11/2024 

  بينما يترقب العالم كله نتائج الانتخابات الامريكية التي تجرى اليوم، الخامس من نوفمبر/ تشريت الثاني 2024 لمعرفة الرئيس الجديد للبيت الابيض، يتوقع العديد من المحللين ان نتائج هذه الانتخابات ستكون مؤثرة بشكل كبير على العديد من القضايا حول العالم، بما في ذلك العالم العربي والاسلامي الذي يشهد حروب وصراعات وثوثرات غير مسبوقة. 

ان فاز ترامب، ستقوم القيامة..جميع العواصم بما في ذلك تركيا تترقب احداثا استثنائية في الولايات المتحدة الامريكية

 هكذا عنون الصحفي التركي ابراهيم قراغول القريب من الحكومة التركبة، مقاله بخصوص نتائج الانتخابات الامريكية التي ستتكشف نتائجها خلال الساعات المقبلة والتي ستحدد مصير الكثير من الملفات والقضايا والنزاعات والحروب حول العالم.

 الانتخابات الامريكية ستجرى في الخامس من الشهر الجاري، نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وكما هو معتاد دائما، تراقب وسائل الاعلام التركية والعالمية قبل سنة من الان هذه الانتخابات، تتوالى نشرات الاخبار من الولايات المتحدة صباحا ومساء، ويسخر كل شيئ لتغطيتها، من رموز ومواقف وصور وخطابات متنوعة، لابراز فكرة "امريكا العظمى" والترويج لها داخليا وخارجيا، فكان ممثلوا وسائل الاعلام الامريكي يطلقون تصريحاتهم الرنانة، واستنتاجاتهم التي يصونها بالحكيمة وعباراتهم التي لا تضيف اي شيئ دو قيمة اضافية.
 
 كنت في احد الايام في زيارة لمكتب الاعلام في البيت الابيض، هنالك في ذلك المكان، الذي طالما قيل انه مكان يضفي النظام على العالم، لكتشفت انه ليس سوى قاعة صغيرة في الواقع، ولم ار تلك الاجواء السحرية التي كنت اتخيلها من قبل، لقد كان مكان بسيط ومهمل، وعندها في تلك اللحظة، ادركت يقينا ان مفهوم العظمة والتقديس الذي نكنه لامريكا، ما هو الا جزء من عقولنا، زان سحر اللامنطقية يكمن فقط في تكراراها، والتاكيد على الكمال ما هو الا جزء من صورتنا الذهنية، عندها فهمت ان كل الامم وكل الدول والادارات وحتى النخب السايسية، وحتى اولائك الذين يسعون للظهور بقوة، هم يسعون دائما للبقاء في ظلال قوة اخرى غير التي نتخيلها.
 

ما يقودنا ليس القوة بل هي الجدران المتغلغلة في عقولنا

 ولهذا السبب بالذات، ادركت كيف يمكن لصور القادة البارزين والاقوياء واولائك الذين يعيدون صناعة التاريخ وتشكيل الجغرافيا من جديد، ان تدفع بالامم والشعوب الى قفزات عظيمة للغاية، وادركت ان هذا ممكن حقا، تركيا مرت امام عيني، بتاريخها العريق، وبتراث امبراطوريتها العظيمة، وجغرافيتها المدهلة وخريطتها، وجيناتها السياسية التي استمرت على مدى قرون طويلة دون انقطاع، لقد تاملت كثيرا ومجددا، في قدرة وكيفية بناء القوة، وتشكيل صورة القيادة القوية على مدى العشرين سنة الماضية، ومدى القدرة على تغيير الجغرافيا وكيف نجح ذلك فعليا على ارض الوقع نراه.
 
اقول هذا، وانا لا اعيش في احلام منفصلة عن الواقع، لكن علينا ان نفهم وندرك ان القوة يتمحور جزء كبير منها حول عقولنا، فمعظم القوة تشكلها تلك الرموز والجدران تلسميكة التي تسكن عقولنا.

 سقوط الامبراطورية من الابتزاز العسكري الى الى العزلة ولم يتبقى اي شيئ

 اليوم تتضح نتائج الانتخابات الامريكية، لكن اللافث، انه ولاول مرة، لا يوجد اهتمام ولا قيمة اخبارية كما في السابق، ولا توجد تحليلات متفلسفة او قرائات او تحليلات عميقة تناقش تفاصيل موضوعية لهذه الانتخابات،فلماذ اذن وما الذي تغير؟
 
على ما يبدو فعبادة امريكا قد انهارت ولم يع لها وجود، هذا ليس في تركيا فقط، بل في كل انحاء العالم، لان الولايات المتحدة انتهت فعليا وانتهت معها تلك العبودية، ولكن العالم مايزال يجد صعوبة كبيرة في قبول هذا المعطى الجديد، فالجميع لا زال يؤمن بعظمة امريكا ووجودها بسبب تواجدها العسكري الكثيف، وقواعدها العسكرية وجنودها المنتشرين في كل مكان حول العالم، لكننا نشهد فعليا سقوط امبراطورية امركيا وهذه الاجيال ستعيش هذا السقوط المدوي.

  
في الوقت الراهن الولايات المتحدة الامريكية فقد رصيدها الدبلوماسي، وفقدت سمعتها الدولية، واتبتت عدم قدرتها على قيادة العالم مجددا، وينظر اليها الجميع بانها دولة تمارس بكل وقاحة الارهاب الاقتصادي، لكن الاهم من ذلك، فقدت امريكا حلفاها التقليديين الكبار.
 
الغالبية العظمى من دول العالم، تشعر بقلق شديد من القوة العسكرية التي تمتلكها امركيا، وادرك الجميع ان كل هذه القوة الضخمة لم تعد تحت قيادة مسؤولة، ما قد يدفعها الى القيام بافعال متهورة ضد الانسانية، خصوصا ان الوليات المتحدة الامركية لم لديها اي قوة تقنع بها الاخرين في العالم سوى الابتزاز والضغط العسكري.

ادارة الارهاب تدفع امريكا نحو حافة الانهيار

  كل المنظمات الارهابية في العالم اصبحت الان من حلفاء الولايات المتحدة الامركية، ولاول مرت في التاريخ يحدث هذا، ويحدث ان الولايات المتحدث تعلن رسميا ان هذه المنظمات ضمن حلفائها الاستراتيجيون، وبينما يتم الحديث عن هذه المنظمات الارهابية وكيفية استئصالها، تاخد الولايات المتحدة بيد هذه المنظمات لاستهذاف تركيا، هذه هي الحقيقة التي يجب ان نؤمن بها.
 
امريكا تتحرك ضمن ما تسميه مكافحة الارهاب العالمي، فانشات منظمات ارهابية في مختلف ارجاء العالم، وتستغل هذه المنظمات لتنفيد مخططاتها، في حين تواصل اسرائيل ابادة جماعية واضحة للعالم، وكل ما فعلته الولايات المتحدة الامركية، في كل من افاعانستان والعراق من ابادة جماعية للمسلمين هناك وفي سجون ابو غريب وفي اباغرام، هو الامر نفسه الذي تككره اسرائيل حاليا في غزة وفي منطتنا بشكل كامل.
 
 ان الولايات المتحدة الامركية فقد الضمير الانسااني مند مدة، ولولا انها لم تمتلك القوة العسكرية، لكانت دول اوربا انقلبت على امركيا وادارت ظهرها لها، بالرغم من الدول الاوروبية الان لا تعتبر الولايات المتحدة الامركية شريكا موثوقا لها وهذا ما سيكشفه الواقع قريبا.
 

سيفوز ترامب في هذه الانتخابات وتبدا المعركة الكبرى والاشرس

 بالنظر الى الوضع الحالي، تبدو حضوض ترامب اقرب للفوز، الا اذا حدث هناك تزوير او تلاعب استثنائي، ومع ذلك فان التزوير الانتخابي الذي شهدته الانتخابات الامركية سنة 2020، وما تلاه من اقتحام الكونجرس الامركي وتوجهات التصادم الداخلي لامركيا، هذا الامر سيتكرر خلال هذه الانتخابات وما بعدها ايضا، ومن المحتمل بشكل كبير ان يشهد العالم مسرحية جديدة في الولايات المتحدة، وسيرى العالم كله كيف ان اقوى دولة في العالم ستعيش صراعات داخلية، وهذا التصادم الداخلي سيفقدها القوة الخارجية ايضا، وسيعتبر الصراع الداخلي امرا طبيعيا ومقبولا.
 
السؤال هنا، هو من سيفوز في الانتخابات الحالية، ليصب في مصلح تركيا؟ وفي مصلحة منطقتنا كلها؟ وهل سيؤثر الرئيس الجديد على دعم اسرائيل؟ اعلم ان الجميع يتابع هذه النتائج، ولو كانت انتخابات طبيعية وعايدة، لقلت ان الامور لن تتغير، لكن يقينا هذه المرة سيتغير الوضع.
 
 

 هل يتعلق الامر بتصفية حسابات مع النظام ام بيريسترويكا امركيا؟

 تمة امور اكثر اهمية من كل هذا، اذا تمكن ترامب من الفوز، وهو المرشح الاكثر حظا، فقد نشهد ما يشبه اعادة هيكلة امريكية، فترامب لديه هذه واضح، يتمثل في تصفية الحسابات مع النظام، وربما سيكون هذا التغيير، هو السمة البارزة والاثر البارز الذي سيتركه في التاريخ، وهذا الامر بدوره سيؤدي الى تغييرات كبيرة على مستوى القوى العالمية، وتغيير رسم الخريطة العالمية.
 
 النتيجة المتوقعة، ان النام القائم حاليا، لن يسمح بالتنازل عن السلطة، وهنا تحديدا ستبدا المواجهة القوية، وعندما تنغلق الولايات المتحدة الامركية على نفسها، بلا سك سيتسارع باقي العالم الى رسم خريطة جديدة بدون اذن من امركيا.

بعد النتائج، اتوقع تغيييرات غير عادية

 لنقولها بصراحة، بعد النتخابات الامركية الحالية، اقول انه ينبغي توقع تطورات غير عادية في مواقف العدو الامركي البارز الصين، وروسيا وتركيا، ودول الاتحاد الاوروبي، وستتاثر باقي التحالفات الامركية التقليدية، وفي نهاية المطاف، ستقوم وكالة الاستخبارات باعلان رئيس خاص كعميل لها، وتعتبره خطرا غير موثوق به، ثم ينبده النظام القائم حاليا ويقلل من شانه.

 الان، لم تعد الانتخابات الامركية تحضى بذلك الزخم كما في السابق، ولم يعد هناك اهتمام كير في العالم للانتخابات الامركية، وهذا يفسر ان الولايات المتحدة فقدت الجاذبية التي كانت تتمتع بها، لكن في رائيي، ستكون هذه الانتخابات واحدة من اهم الانتخابات في التارخ لم تشهد امركيا مثلها من قبل، ونتائجها قد قد تحدث تحولات كبيرة واستثنائية تؤثر على امركيا وعلى العالم باسره.
 
اعتقد ان المتابعيين التقليديين الذين يهتمون بالانتخابات الامركية، لم يدركو بعد كيف سيقع هذا التحول المقبل في امركيا، لكني اؤكد في نفس الوقت، ان جميع العواصم في العالم، تترقب هذا الحدث الاستثنائي فقط.

 هناك مسرحية كبيرة ستبدا، والجميع في انتظار هذه المسرحية ومالاتها،




عن الكاتب

ابراهيم كراغول: 

كاتب ومحلل تركي _ رئيس تحرير صحيفة يني شفق التركية.

هل اعجبك الموضوع لا تنسى مشاركته مع اصدقائك؟



 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-